العمال والإصلاح الاستنسابي/ عباس علي مراد

دأبت صحيفة ذي سدني مورنيغ هيرالد منذ عدة اسابيع على نشر تقارير عن فضائح حشد المحازبين في فروع الحزب في منطقة اوبرن، وقد كتب الصحفي شون نيقولز عن اعضاء كثر استخدموا نفس العناوي السكنية، وفي بعض الحالات استعملت مؤسسات تجارية كعناوين سكن (س م ه 15-19 تشرين ثاني ص 37 قسم ما وراء الأخبار) ويذهب الكاتب في تساؤلاته بعيداً عن الاسباب التي ادت الى تدخّل الحزب وترشيح مدير مدرسة بانشبول الثانوية للصبيان جهاد ديب عن مقعد لاكمبا بدون العودة الى القواعد الحزبية واستبعاد مرشحين اقوياء كعضو بلدية بانكستاون كارل عصفور ، واختيار جودي ماكاي في مقعد ستراتسفيلد على حساب رئيس البلدية جون فخر ويتحدث الكاتب عن سوء العلاقة  بين اعضاء الفروع وقيادة الحزب وعنون الكاتب مقالته تلك :بفضائح حشد الفروع بالمحازبين وعزيمة عمال نيوسوث ويلز على تنفيذ الاصلاح.
وفي عدد الاربعاء 26/11/2014 ص 6 كتب الصحفي هيث اشتن مقاله بعنوان: ادعاءات عن حيل قذرة لحماية نائب منطقة ولونغونغ، يعرض الكاتب في مقالته لتحذيرات لحزب العمال من العودة الى استعمال اساليب جو تريبودي الوزير والنائب العمالي السابق بعد ادعاءات عن تدخل القيادة لحماية النائبة الحالية نورين هاي من مرشحين لمنافستها على الترشح عن المقعد في انتخابات الولاية عام 2011.
يبدو ان هناك صيفاً وشتاءً تحت سقف واحد ،حيث وحسب بعض الحزبيين، ان الحزب يبدو مرتاحاً للتخلي عن نائب مقعد اوبرن باربرا باري وسط ادعاءات قوية ضد منافسها بحشد الفروع، بينما يجتهد الحزب لدعم نورين هاي.
رئيس الحكومة السابق نيثين ريس رأى ان الأمر راجع لزعيم الحزب والقيادة اذا قررا دعم نورين هاي، ولكنه حذّر من العودة الى اسلوب تريبودي وحث اعضاء الفروع على معارضة ذلك وبأي ثمن (نفس المصدر).
بعد الذي تقدّم، هل ما زال الحزب يعاني من دور بعض اصحاب النفوذ الذين يحاولون وقف عملية الإصلاح  التي بدأها الحزب في عهد رئيس الوزراء السابق كيفن راد؟!
من المعلوم ان السيد راد قد شكّل محكمة حزبية مستقلة مهمتها النظر في مظالم وشكاوى الأعضاء المتضررين من التصرفات السيئة مثل حشد المحازبين في الفروع. وقد جاء تدخل راد وقتذاك للحد من انتشار مرض تريبود وعبيد من الإنتشار على المستوى الفيدرالي واللذين ادانتهم الهيئة المستقلة لمكافحة الفساد في نيوسوث ويلز (س م ه 15-16/11/2014 ص 39)، الى جانب تلك الاصلاحات كان راد قد ادخل اصلاحات اخرى منها اعطاء اعضاء الحزب حق التصويت في انتخاب زعيم الحزب بنسبة 50% ونسبة 50% للكتلة البرلمانية للحزب والتي على اساسها اختير بيل شورتن زعيماً.
الحزب في الولاية ينوي اتباع نفس الاسلوب في اختيار قيادته ، هنا يتساءل المراقبون هل بدأت مرحلة التموضع لكسب المؤيدين في اوبرن- ستراتسفيلد - لاكمبا وولونغونغ وغيرها في حال شغور مركز القيادة بعد الانتخابات في الولاية العام القادم.
النائبة عن مقعد اوبرن باربرا باري والتي تتهم منافسها عضو بلدية اوبرن هشام زريقة بأنه خرق قوانين الحزب قائلة انه يدفع بدل عضوية الحزبيين الذين حشدهم واعطوا عناوين سكنية مختلفة عن اماكن سكنهم الحقيقية (س م ه 29-30/11/2014 ص 3) وحسب نفس المصدر فإن سجلات حزب العمال اظهرت ان 8 اعضاء من فرع ريجين بارك وضعوا عناوينهم في منزل زريقة و21 عضواً اخر استعملوا عنوان بريدي آخر لمؤسسة تجارية، وقد احيلت الادعاءات الى محكمة الاستئناف الحزبية الداخلية، وتطالب باري بطرد زريقة من الحزب في حال ثبوت التهمة. يذكر ان الانتخابات الحزبية لإختيار مرشح اوبرن أجلت من 6 كانون اول 2014 الى 13 من نفس الشهر.
سكرتير عام الحزب في نيوسوث ويلز جيمي كليمنتز اصدر بياناً اكد فيه ان اي عضو غير شرعي لن يحق له التصويت في انتخابات الحزب الداخلية لأختيار المرشحين الحزبيين.
لا نريد ان نحكم على الأمور قبل صدور قرار المحكمة الحزبية، لكن من حقنا ان نتساءل أليس من الأفصل ان يكون الاصلاح شاملاُ وغير مجتزء واستنسابي وعدم الاقتصار على بعض عمليات التجميل على حساب الاصلاح الحقيقي؟
اوليس افضل لحزب الاصلاح والتقدم الالتزام بقيمه الحزبية وعقائده بعيداً على اسلوب كسب الاصوات، وهل يضمن الحزب تصويت كتلة اثنية بعينها الى جانبه لمجرد انه اختار مرشحاً منها؟ التجارب تقول العكس والأدلة كثيرة مثل تراجع الحزب في الانتخابات سواء كان في على مستوى البلديات والولايات وعلى المستوى الفيدرالي.
وكما جاء في متن المقال، نرى ان الاصلاحات المنقوصة قد يكون لها تداعيات جانبية وسلبية اذا استمر العمل بأسلوب المحسوبيات على حساب الاعضاء والنواب الناجحين وأن  ظاهرة تريبودي وعبيد ستبقى وبأسماء اخرى خصوصاً ان بعض الحزبيين  المتنفذين يعتقدون انهم عرابون لمناطق وفئات بعينها ويعملون لإستبعاد الاخرين وتكريس نفوذهم بعيدا عن الرقابة وهذا هو عين الخطأ!.
واخيراً، قد يكون من حق زعيم الحزب التدخل بشكل او بآخر لاختيار مرشحين ولكن في حالات خاصة وخاصة جداً على ان تكون فائدتها اكثر من ضررها، والا سيبقى الحزب في نيوسوث ويلز في مجاهل المعارضة التي وصل اليها في انتخابات عام 2011 بسبب الغضب الشعبي ضد الممارسات من قبل البعض والذين طردهم الحزب، ولنا اكثر من عبرة في ما جرى لحكومة الاحرار في فكتوريا  التي اخرجها الناخبون من الحكم بعد ولاية واحدة ،وهذا الامر لم يحدث منذ اكثر من خمسين عاما  .

Email:abbasmorad@hotmail.com

CONVERSATION

0 comments: