لولا اللحودُ وخوفُ الموتِ ما عُبدا/ كريم مرزة الاسدي

قصيدة الشهيد ( البحرالبسيط)

ذكرى الشهيد ، بمناسبة العام الجديد ، الشهيد الذي يدفع   روحه الطاهرة  ضريبة من أجل وحدة وطنه ، وحقن دماء شعبه .  

لا يَعشقُ اللهَ إلا الحــــرَ ُوالشـــّهدا
لولا اللحودُ وخوفُ الموتِ ما عُبدا

لــــولا اليقينُ بــأنَّ الحتــفَ يُعجلنـا
ما بينَ غمضــةِ عين ٍما ورعتَ غدا

سبحانَ مَـــنْ أودعَ الأيّـــــــامَ حكمتهُ
مِنْ بيـــنَ أسلافنا جــــرّ الردى عــددا

سبحانَ مـــــنْ أفلقَ الضّدين مـنْ عدم ٍ
وألهـمَ النفـسَ ناجــتْ  واحــداً أحــــدا

آمنـــتُ باللهِ والديـــــن ِالحنيــفِ ومـا
ســــنَّ الشـّريعة َمـــنْ عليائـــهِ رفـــدا

**

منْ عــــــاشَ عشـرينَ حولاً في ديـاجرهِ
أو قــارعَ الدّهـــرَ فــــــي أحشـائهِ همــدا

رُبّ  المنــايا علـــــى الأحـــــــرار ِمكرمة ٌ
ويخلدُ المـــــرءُ عنـــدَ النـّاس ِإنْ لـُـــــحدا

مَنْ قـــــــــالَ : إنَّ لطعـــم ِالمــوتِ علقمـهُ؟
هـــــلٍ الشـّهيدُ كخلق ٍطــــــــــاشَ أو جحدا؟

لا تجـــــــرع ِالضيمَ واقـــــــذفْ من مرارتهِ
وعــــــــــــــــشْ بدنيـاكَ فــــوّاراً ومــتــــقدا

فالتاجُ فـــــــوقَ رؤوس ٍلا انحنـــــــــــاءَ لها
وجهُ الشهيــدِ لغيــــــر ِاللهِ مـــــــــــــا ســجدا

سهــــمُ المنايا  يناـــــــلُ الحرَّ مــــن عجـــــبٍ
لجَّ الفنــــاءُ عـــلى الأخيـــــار ِمطــــــــــــــّردا

**

أقحمْ بصدركَ كالزلزال ِإذْ رعدا
واقذفْ بقلبٍ إذا يهتزّ ُمُـرتعــدا

هذا الشـــهيدُ يشدُّ العزمَ مُرتحلاً
منْ روحهِ يصنعُ التـّاريخَ والبلدا

هذا الشـّهيدُ لقدْ عطرتهُ شــــيمــاً
مِنْ نعلهِ مَنْ يُسامُ الخسفَ راحَ فدا

شقَّ الخلودَ إلى عليـــــاءِ مرتبــــةٍ
من النضــال ِعلى أدراجــهِ صــــعدا

غادرتنا حينَ هبـّتْ لفحُ هــــــاجـــرةٍ
ذرَّ الهبـــــاءُ على أحداقنـــــــا رمــدا

لقدْ طبعتَ على الآفـــــــــــاق ِحمرتها
أدمـــــى عليها بجرح ٍ طــــــلَّ مٌحتفِدا

لمْ تضجع الليلَ مـــــا أضناكَ مرقــــدهُ
حتى هممتِ علــــى النـــوّام ِمُتئــــــدا

وذدتَ حوضكَ منْ أدناسهِ حنقاً
وكلّ صخرةِ قــاع ٍتقذفُ الزّبــدا

والليلُ يسري وطارتْ منكَ غفوتهٌ
هيهات َمكلومُ غدر ٍفي الأسى رقدا

لقدْ وسعت دروبَ الديــــن مُلتهـباً
ومـــا ضنكتَ بريــع ٍللفدا حَــــــددا

مددتَ نفسكَ للأجيـــال ِعابرة ً
حتى فتحتَ لكلِّ السالكين مدى

حسبتكَ الفذ َّفي أصقاعنا بطلاً
والشـّهمُ مَنْ قامَ للأوغادِ منفردا

عطراً لذكـــراكَ منْ طهر ٍبنازلةٍ
قدْ قرّبتْ روحكَ الآمالَ والرّغـدا

لقدْ تجلـّلتَ نجمـــــاً بينَ كوكبةٍ
من السّمـــاءِ تمدُّ الساطعاتِ يدا

للثائرينَ من الأتـــــرابِ سلسلة ً
والوارثينَ الإبا جادتْ لهم مـددا

والصـــابرينَ من الثـّوار ِإذ ْنشدوا
تحريرَ شعبٍ ولا للسامعينَ صــدى

أو ترجــــمُ الساقطينَ الشاربينَ دماً
والواغلـــــينَ بجــــبٍّ نسغهُ فسٍــــدا

**

ماأحقدَ الجلفُ من أرجاءِ لملمةٍ (1)
حـــلَّ الدّيارَ بغسق ٍ صارعَ الوتدا

لا ترتضي الضيمَ حلماً نعتهُ جبـــــنٌ
بل زعزع ِالأرضَ ليس الدّهرُ معتمدا

ولا تكلُّ مـــن المسعى مجـــــاهـــدة 
فالمجدُ للشعبِ والعقبى لمن صمـــدا

فأجّج الأرضّ بركــاناً وصاعقة ً
ولملم الجرحَ نيرانـــاً لمنْ جحدا

لا تألفِ الصّلَّ منْ لمس ٍلظاهرهِ
سينفث ُ السّمُّ من نابٍ إذا رصـدا

وحاذر الخصمَ إنْ لانتْ جوانبهُ
أنّى يرى البومَ قرب الطير ِمُتحدا

سنرفض الكأسَ إن الكأسَ مقذعة ٌ
نستنزعُ الأفكَ مـــن أوباشهم قددا

لا يُرتجى من غليل ِالصدر ِصحوتهُ
لا يهجع الحـــرُّ منْ أغلالـــــهِ كمدا

نحنُ الأبـــــــاة ُفما ذقنا بذارعةٍ
شمُّ الأنوفِ ونعفو النسغ إنْ ركدا

لو يعرفُ القائمُ الحيرانُ وحدتنا 
فلا تضيعُ جهودٌ للكفــــاح ِ ســدى

كالأسْدِ بينَ أجام الغــــــابِ مرتعنا
نأبى الحسامَ إذا ما نصلهُ غـُمِــــدا

إنَّ الكمــــــــــاة َبعضدِ السُّمر ِلاهبة ٌ
كالشـُّهبِ ترمي إلى طرفِ التقاةِ هدى

يا قلعة َالفخر ِأرددْ ما نهشــتَ بــــــهِ
للهِ لطــــفٌ يحـــــلُّ الدائرَ الصّـــــــفدا

ناجيتُ تربتكَ الخضراءَ قــــــــاحلة ً
ناجيتُ جوّكَ عــــــفَّ الصادحَ الغردا

ناجيتُ نخلتكَ الشـّمـــــــــاءَ باسقة ً
ناجيتُ أهلكَ والأنجــــــــابَ والنـُّجدا

ناجيتُك اللهَ لـــــــــو للدهر ِ سامعــة ٌ
قوّي بعضدكَ حتى تســــــــعدَ الشهدا

لا باركَ اللهُ فـــــي يوم ٍ نغصّ ُبهِ
مــن لـؤم ِ أعدائنا إنْ لمّـــــهُ أودا

نورُ النبيِّ شعـــــاعُ المجدِ يرفدنا
أو خيــــبر الثأر ِأجّجَ للورى رشدا

سيــــــــفٌ يسلّ ُ من الصّديق ِوارثهُ
والنـّاسُ تألفُ صدقاً مَـــــــنْ بهِ خلدا

مــــــــن ذي الفقار ِسنحسمُ مَنْ يفرّقنا
ومــن حسين ٍسنوري الزّندَ إنْ خمـــــدا 

CONVERSATION

0 comments: