هل تشارك الدولة المصرية فى إسقاط ثورة 30 يونيو؟/ مجدى نجيب وهبة

** قد يكون العنوان صادما .. وكنت أتمنى ألا أكتبه .. ولكن كل الشواهد والأحداث التى تحيط بنا تدل دلالة قطعية على أن هناك خلل فى الشارع المصرى .. ومازال يوجد فى الدولة من يحاولون جرجرتنا إلى المستنقع الإخوانى مرة أخرى ، ليس لإسقاط النظام أو ما يدعونه حتى اليوم "إنقلاب على الشرعية" .. بل لتدمير وضرب الجيش والدولة والرئيس والشعب ، وعودة التنظيمات الإرهابية لحكم مصر .. وكأنهم لا يدركون ما يحدث حولنا من إنهيار دول وسقوط وتدمير للشعوب .. ولدينا أمثلة كثيرة مما يحدث فى ليبيا والعراق وسوريا .. دعونا نتناول بعض هذه الظواهر ..
أولا .. الإرهاب :
** مازال الإرهاب مستمر حتى مطلع فجر اليوم .. من خروج المسيرات الإرهابية لجماعة الإخوان المسلمين ، وهم يحملون شعار رابعة العدوية الماسونى .. كما يحملون صور الجاسوس الإرهابى محمد مرسى العياط ، مطالبين بالشرعية وإنهاء الإنقلاب .. ثم يأتى الحل المرافق لهذه الأحداث الإجرامية بأن الشرطة تمكنت من تفريق المتظاهرين والقبض على واحد من أعضاء الجماعة .. بينما يسقط العديد من أفراد الشعب والجيش والشرطة قتلى أو مصابين .. وهنا نتساءل ، هل قمة ما تقدمه الشرطة المصرية هو تفريق الإرهابيين من أماكن تجمهرهم ، ثم إصدار البيانات الحنجورية بالسيطرة على الموقف ..
** إنها مهزلة بكل المقاييس أن تستمر دولة بهذا المنطق ، وإذا كنا نشير بأصابع الإتهام .. فأول متهم يجب محاكمته على هذه الفوضى هو السيد وزير الداخلية والسيد رئيس الوزراء وكل السادة المعنيين لتقاعسهم جميعا فى حل مشكلة الإرهاب .. بل نؤكد أنهم متضامنون مع الإرهابيين لإسقاط الدولة المصرية ..
ثانيا .. القضاء :
** بدأ مسلسل الإفراج عن القتلة والإرهابيين ، رغم الأدلة والصور والفيديوهات المسجلة بالصوت والصورة .. إلا أنه يبدو أن هناك فى القضاء المصرى سيطرة تامة من جماعة الإخوان على المحاكم .. فلا أحكام باتة ونهائية ، ولا أحكام تنفذ .. بل مضى أكثر من عام .. ومازال القضاء يتخبط فى قراراته ، وتأجيلات مستمرة للقضايا وأحكام صادرة لا تنفذ ، وبراءات لكل المتهمين رغم سقوط قتلى ومصابين .. ولكن هناك مقولة شهيرة تقول "لا تعقيب على أحكام القضاء" .. رغم أن هذه الأحكام تصدر بإسم الشعب ، والشعب ثار وإنتفض ضد هذه الجماعة الإرهابية .. ولكن ما يصدره القضاء يشكك فى نوايا البعض ، وربما يؤدى إلى سقوط الدولة وليس سقوط النظام ..
ثالثا .. الشرطة المصرية :
** لا أجد مبرر واحد لعودة الشرطة لنفس أسلوب ممارسة البلطجة على البسطاء ، فعقب نشر مقالنا أول أمس بعنوان "العودة الميمونة لبلطجية الداخلية" .. إنهالت بعض التليفونات من مواطنين بسطاء ، بعضهم محترمين جدا يقودون سيارات تاكسى ، يشتكون من ممارسة كمائن الشرطة ضدهم وضد الزبائن دون مبرر ، ويستغلون سلطتهم فى الضغط على بعض المواطنين الأبرياء لإستفزازهم .. فهل الهدف هو إحداث بعض الوقائع لإشعال الشارع بالغضب ضد رئيس الدولة ..
رابعا .. الإعلام ودوره التخريبى والتحريضى :
** مازال الإعلام يصر على أداء دوره القذر التحريضى والتخريبى للعودة بمصر إلى مستنقع الفوضى والخراب .. ولست أدرى هل لا يوجد سلطان على هؤلاء الخونة والعملاء والأفاقين .. هل أصبحنا فى دولة غير قادرة على القبض على أصحاب هذه القنوات الذين أباحوا كل ما هو فاسد لتدمير الدولة وإعادتها للمربع صفر ، ومربع الفوضى ، ومربع الإخوان ، ومربع المؤامرات .. ونتساءل ، أين السيد رئيس الدولة والسيد رئيس الوزراء ، وأين السادة المسئولين عن الأمن القومى المصرى .. هل الإعلام الفاسد هو دولة فوق الدولة ..
** الجميع يعلم أن مدينة الإنتاج الإعلامى تحولت إلى مدينة للدعارة والفوضى والبلطجة والمحسوبية لمن يدفع .. بل لقد شاهدنا بالأمس الإخوانى عبد المنعم أبو الفتوح خلال حواره ببرنامج " الحياة اليوم" المذاع بفضائية الحياة ، تقديم الإعلامى عمرو عبد الحميد ، والذى بدأ بالتشكيك فى ثورة 30 يونيو لإعادة تهييج الرأى العام العالمى ضد مصر ، بعد هذا الشوط الكبير الذى قطعناه فى إستعادة الدولة .. وقال أن ما حدث فى 30 يونيو هو إنتفاضة شعبية وليست ثورة وهى أقرب للإنقلاب العسكرى .. هذه القنوات ملك رجل الأعمال الغير وطنى "السيد البدوى" ، الذى حطم حزب الوفد بسبب أمواله ، وتحالف مع الإخوان أيام مرسى .. بل هو صاحب أول قناة وضعت صورة كبيرة للمعزول مرسى العياط بعد إذاعة نتائج تزوير الإنتخابات 2012 ..
** بالأمس .. عاد السيد البدوى يرحب بالإخوان لإجراء حوارات فى برامجه للطعن فى الرئيس والدولة .. والهدف أن السيد البدوى يريد أن يضمن أصوات الناخبين الإسلاميين لدخول البرلمان القادم .. نقول له ملعون أبو البرلمان على أبو اللى يدخله .. كفاكم تدمير وتخريب فى الدولة أيها الكلاب والتيوس ..
** ولا ننسى قناة النهار ، وما يبثه الصفراوى محمود سعد الحقود والكاره حتى لنفسه يوميا لإسقاط الدولة بالتبادل مع رئيس تحرير جريدة اليوم السابع خالد صلاح ، أحد نشطاء السبوبة والطابور الخامس .. ناهيك عن بعض البرامج التى تستضيف من يطعن فى ثورة 30 يونيو والرئيس والدولة مثل قناة أون تى فى والدور القذر الذى يلعبه يسرى فودة وليليان داوود بمباركة رجل الأعمال نجيب ساويرس .. فى الوقت الذى يقف الرئيس مكتوفى الأيدى أمام هؤلاء الخونة .. وكأنهم سلطة فوق القانون والدولة والشعب ..
** تصريحات السيد رئيس الدولة التى باتت أحلام وردية تتطاير فى مهب الريح .. فلا يمكن أن تحكم مصر من خلال مشاعر الحب والعطاء .. فهذا لا يصلح مع فئات عديدة من أبناء هذا الوطن .. لأنهم لا يرتدعون إلا بالقوة وضرب الجزمة فى التعامل مع أفكارهم الخبيثة وأهدافهم القذرة .. فهناك حالات تسيب غير عادلة بدأت تتخلل فى سراديب الوطن مثل الشركة القابضة للكهرباء .. هذا ناهيك عن المحليات التى هى من الأساس مأخونة حتى قبل وصول الإخوان للحكم ..
خامسا .. الأزهر :
** فتاوى الأزهر التى بدأت تنطلق من مشيخة الأزهر ، وكلها فتاوى سوف تؤدى إلى تدمير الوطن .. تصدر عن فضيلة شيخ الأزهر "أحمد الطيب" ، ومفتى الجمهورية .. وقد سبق أن عرضناها .. هذه التصريحات والفتاوى تصدر على الملأ ولا حياة لمن تنادى .. والمعروف أن سكة سقوط الدولة هى إستخدام الدين وإستغلال بعض الفتاوى للتأثير بها على البسطاء من الشعب المصرى ..
سادسا .. الباعة الجائلين :
** الباعة المتجولين هم فى الأصل مجموعة من البلطجية .. يفرضون إتاوات على المارة وأصحاب المحلات .. معظمهم ينتمون لتيار الإخوان المسلمين .. فهل مقبول أن نجد بلطجية يحتلون الميادين والشوارع ، وتقف الدولة عاجزة عن مواجهتهم بزعم عدم قطع أرزاقهم .. هذا الملف إذا إستمر بنفس هذه المسخرة وتعامل الدولة مع هؤلاء .. وعدم إحترام الشارع المصرى ، أو أصحاب المحلات .. فلا أمل فى الوطن .. وقد سبق أن طالبنا بتنفيذ أحكام رادعة ضد هؤلاء .. فهناك مليون طريقة للبحث عن وسيلة للمعيشة ، ولكنهم فضلوا أسهل الطرق وهو إفتراش الميادين والأرصفة .. هذا المسلسل لن يتوقف إلا إذا وضعنا قوانين صارمة لهذه الظاهرة ..
** أعتقد أن هناك خونة وعملاء مازالوا يلتفون حول الرئيس المصري عبد الفتاح السيسى .. فهل نفيق قبل فوات الأوان أم نظل لا نرى ولا نسمع ولا نتكلم .. نحن الأن فى العد التنازلى لثورة 30 يونيو وتحدى 3 يوليو .. نحن ندق جرس الإنذار قبل أن تسقط الدولة لأنها لو سقطت فسوف تنهال عليها الضربات الموجعة من كل صوب وتجاه .. ولن تستغرق لحظات لأن الخونة متربصين بها !!..

صوت الأقباط المصريين

CONVERSATION

0 comments: