
تناولت الرشفة الأولى من فنجان قهوتي و تحرك قلمي ليكتب...عن المعضلة الأولى...ألا وهي انخفاض نسبة السياحة الى مصر الحبيبة بنسبة 20.7 بالمئة، فهذا أمر طبيعي، فيجب على المواطن المصري أن يأخذ بعين الإعتبار أنه لن يكون هنالك أمل للسياحة ما لم تسكت و تصمت أيادي الإرهاب التي تزرع القنابل و القتل و الدمار، فمن سيزور بلاد مزروع في شوارعها الموت و التهلكة؟ محاربة الإرهاب يجب أن يكون على محورين أساسين، و يجب أن يسيرا هذين المحورين معا لفترة زمنية ريثما يتم عودة الأمن من جديد كليا بالقاهرة و يتم بناء القناعات البَنًاءَةْ مِنْ جديد...و من دون دربكة اعلامية و تجريح لنفوس البشر و حروب اعلامية طاحنة، فيجب على كل المحطات الفضائية أن تبث برامج ذات فكر بناء يسعى لتوعية الناس عن أخطار الإرهاب و انعكاساته السلبية على المجتمع من حوله، و لا ضرر من الإستعانة بالأطباء النفسيين بهذا المجال، الإرهاب ليست كلمة عابرة...بل هي كلمة تعكس فكر و سلوك عدواني على المجتمع الإنساني، و من شأن الإرهابي تركيع المجتمع من حوله بصورة الترويع و القوة لإرغامه على سلوك لا يريد تبنيه إطلاقا لتأخذ هذه الكلمة بُعْداً آخر و هو تجريمها من قِبَلْ القانون، و هذا كله كما اسلفت منبعه فكر لا يتناسب مع ارادة المجتمع المحيط بالإرهابي، فما هو الحل؟ السجن هو حل لهؤلاء القوم و لكن ليس الحل الوحيد، فالحل هو تغير القناعات و إقناع من يريد أن يسير بطريق الإرهاب بأنه يسير بطريق لا يرضى عنه الله و الدين و الناس...يسير بطريق يهدم مصر و المجتمع المصري من حوله...يسير بطريق القتل و الدمار الذي انهى الله عنه بالقرآن و الكتب السماوية، و للطب النفسي و دعاة الأزهر الشريف مواعظهم و فكرهم الذي من شأنه إقناع الناس التي تمارس هذه المهن المُحَرَمَة بعكس ما تحاول فعله، لماذا لا تذيع معظم المحطات الفضائية المصرية و لو لساعة من كل يوم لقاءات مع أطباء نفسين و دعاة سلام من الأزهر ليقولوا لهاؤلاء الشبان كم هم مخطؤون بحق خليقة الله بما يفعلون؟ المشكلة بالتفكير السلبي الذي يسيطر على الفكر البشري و الذي يحوله لآلة دمار بدل من آلة إعمار...فهل جَرًبَ من يحاول زرع قنبلة بأن يزرع لَبِنَةً بدالها في صور مدرسة مُهَدًمْ؟ هل حاول من يستمع الى أصوات الإنتقام أن يستمع الى صوت الله أولاً الذي كَرًمَ الإنسانية في القرآن الكريم...بل آمر الملائكة بالسجود لآدم كتكريم لهو بدل من قتل الأنفس البريئة...هل حاولت الايادي التي تتحرش بالنساء أن توزع الحجاب بالمظاهرات للغير محجبات و نُسَخْ القرآن الكريم و كُتُبْ الفكر الإسلامي و الكتب الثَقَافِيَة بدل من الإنتقام من النساء و التحرش بها...المشكلة بالفكر...الفكر الإجابي...المشكلة بتلك النفوس أنها لم تتذوق حلاوة الإنجار و الإعمار بدل من الهدم و التخريب، في بعض الأحيان بأمريكا يرغم القاضي مِنْ مرتكبي بعض من الجرائم الخدمة بأمور تفيد المجتمع و تسمى (community service) على أمل أن يُدْخِلْ مفهوم إعمار المجتمع و الإنجار الى فكر الجاني و ليصبح عنصر بناء بالمجتمع المحلي،
الإنسانية هبة راقية من الله مَيًزَ بها بني آدم و نسله عن دون مخلوقاته سبحانه و هي عطية جميلة من هذا الخالق الوهاب، فأعطى الرب بني آدم العقل المفكر و النفس الخالدة و الإرادة الحرة لِيُعَمِروا الكون و يبنوا المجتمعات من حولهم و هذه العطايا موهوبة بنفس القدر لقبائل البشر كلها و لعلها سمات إنسانية يلتقي عندها ابناء الحضارات جميعا و منذ أقدم العصور، فوجب علينا كأبناء ديانات سماوية و ابناء حضارات راقية أن يكون منطلقنا الفكري هذه السمات الإنسانية لكي نحيا بسلام مع أفراد المجتمع المحيط بنا و لكي نستطيع التواصل مع البيئة المحيطة بنا بأسلوب ناجح يخلو من الإحتفان و التَعَنُتْ و التفكير الجامد الغير لَيِنْ، و لعل ادارك السمات الإنسانية التي ذكرتها في السالف بالمجتمع سياسعدنا للبدء ببناء تواصل ناجح مع ابناء المجتمع الذي نعيش به...اي مع افراد اسرتنا و أقربائنا و الشخص من الدين الآخر و مع الزميل بالعمل و مع الجار و الصديق و عموما ابناء المجتمع الذي نحن جزء منه، فَلِكُلٍ الحق بأن يكون له معتقداته الخاصة و ارادته لكي يعيش حياته و يأخذ القرارات التي تناسبه و تناسب ميوله الفكرية و مثلما هذا من حقي كإنسان مثقف فهو من حق الآخر...و لعل ادراك هذه المعادلة لهي خير ما نبتدء من خلاله تقبل الآخر للتعامل بصورة سلسلة لينة و طبيعية مع الشخص الآخر،
مع الرشفة الثانية من فنجان القهوة استوقفني خبر انتشار الكاميرات بالأقصر، و لعل هذه الخطوة ستساعد القوة الأمنية بالضبط و الربط أكثر و ستساهم بإحكام طوق أمني أكثر على المنطقة، و خصوصا مع انتشار تهريب الاثار الذي مع كل أسف من الممكن أنه ابتدء منذ الأسابيع الأولى لإنتفاضة ميدان التحرير بعد ثورة 25 من يناير، و عودة الأمن الى القاهرة و ضواحيها لهو خبر مفرح جدا خصوصا بعد انعدامه المؤسف قبل ثورة 30 من يونيو...و لكن للذي يتأمل كلمة "أمن" سيكتشف أنها دائما إقْتُرِنَتْ بشرطي المرور على الإشارات الضوئية و في الأحياء السكنية و الدوريات السائرة في الشوارع...و لم يتنبه أحد أن هنالك مسؤولية ايضا ملقاة على المواطن...فمسؤوليته تكمن بأن يحترم القانون و "أن لا يُحْدِثْ مشكلة" بكل بساطة، فإذا قام بواجبه على هذا النحو سيساعد رجل الأمن بضبط الأمن أكثر...و هنالك عدة تساؤلات هامة يطرحها هذا المفهوم، فعلى سبيل المثال لا الحصر عندما ينظم الحزب الذي أنتمي اليه كمواطن مظاهرة و حتى لو أنها مرخصة من الدولة يجب أن أسأل المنظمين سؤال مهم..."متى ستهدء شوارع القاهرة من المظاهرات لكي يتنسا للسلام العودة الى شوارعنا و أحيائنا؟ فإذا عاد السلام ستعود الشركات الى عملها الطبيعي...بل ستتشجع مع عودة السلام و الطمئنينة الشركات و البنوك المالية التي غادرت القاهرة من قَبْل للعودة الى القاهرة من جديد و هذا يساهم بحل جزء كبير من البطالة...و إذا تم حل مشكلة البطالة و عادت هذه الشركات الى القاهرة و عادت معظم الشركات الى عملها الطبيعي سيسترزق المواطنين المصريين من جديد و سيتشجع كل موظف لشراء حاجته و حاجات أسرته من جديد بصورة طبيعية من المحلات التجارية و بصورة أنشط من السابق لأن عجلة المعاشات ستدور من جديد و هذا سينعكس بصورة ايجابية على حركة و سيولة النقد داخل الاسواق...كلها ستبدء بتطبيق مفهوم "أن لا أحدث مشكلة" لكي "يعود السلام من جديد"،
أما بالنسبة لتهريب الاثار...أناشد كل صاحب ضمير و كل مصري و قبل أن يمد يده لسرقة قطعة اثرية واحدة أن يتريث...فأقول له "أنت تكسر أمر الله الذي أمرك ان لا تسرق...لا تغضب الله بهذا العمل المشين، و تذكر أنك تسرق تاريخ بلد بأكمله ملك لمائة مليون مصري...مع كل قطعة أثرية تأخذها لتبيعها مقابل بضعة جنيهات أنت تبيع إرث أُمَتِكْ العريقة كالخائن الذي لا كرامة و جذور له بأصله و مصريته...قبل أن تمد يدك و تسرق أو تساعد هذه الشلل بالسرقة...فكر بهذه الكلمات...لا تنسى أنك تغضب الله و تخذل بلدك مصر و تاريخه الذي عمره ستة آلآف عام...كن جنديا صالحا لأمتك و تذكر أن ارث بلادك يستحق أكثر من أن يُبَاعْ لمافيات لا تحترم هذه الاثار و لا تكن لبلادك اية احترام...كن مصري و بَلِغْ عن هذه المافيات و لا تشترك معها بهذا العمل المهين...فالجندي نيشان بطولته يزين صدره و أنت كمواطن صالح نشيانك حبك لبلدك و هذا تاج على رأسك و رأس الأصحاء..."
مع الرشفة الثالثة و الأخيرة لفنجان القهوة أسأل الله أن تنتهي مشكلة انقطاع الكهرباء، و أسأل الله أن يأخذ بيد القيمين على هذا القطاع الحيوي لكي ينهوا هذه المشكلة من جذورها، فللصائم أجر عند الله و للذي يساعد صائم بصيامه و يهيئ له ظروف الصوم أجر ايضا، أليس حرام أن يتسحر صائم على عتم الليل و النور سلعة يمكن صيانتها و اعطائها للناس...؟ الذي يُفَطِرْ صائم أجره عظيم عند الله و الذي يُوَفِرْ لأخيه الصائم أجر عند الله...الدنيا صيام يا اخوة...و الصيام مع قلب ينبض بحب الوطن و الناس عطية عظيمة عند الله، و الله ولي القصد من هذه الكلمات،
وضعت فنجان القهوة الفارغ مكانه على الطاولة لأختم مقالتي، فَبِحَقيقَةِ الأمر هنالك شيئان يسببان لي البسمة في هذه الأيام العصيبة من حياتنا كعرب، أن تعود لنا انسياتنا من جديد في عالمنا العربي و الغد، فقد حطموا لنا اعداء أمتنا ايامنا الحالية بالضغينة و الطائفية، فهل يتركوا لنا الغد لأولادنا؟ فهذا الشيئ الوحيد الذي سلم من شر مكائدهم، أرجوكم اعيدوا لنا السلام لأيامنا هذه لكي يتسنا لنا بناء غد أفضل لأولادنا، لكي لا يكرهونا بل لكي يتذكرونا بالخير، أننا فعلنا لهم شيئا و ورثناهم الحضارة بدل من القتل و الدمار...آمل أن تصل كلماتي الى الضمير المستتر مع كل أسف في هذه الايام...آمل،
0 comments:
إرسال تعليق