السرد الإماراتي في أوراق بحثية لنقاد مغاربة؟/ عبدالواحد محمد

العلاقة بين ناقد ومبدع ومتلقي هي علاقة متوزانة وقادرة علي اكتشاف وطن ؟
عقد ظهيرة اليوم الأحد 6/4/2014 الملتقى الإماراتي المغربي حول السرد في الإمارات العربية المتحدة الذي تنظمه شعبة اللغات في المدرسة العليا للأساتذة التابعة لجامعة عبد المالك السعدي في مدينة مرتيل في المملكة المغربية بالتعاون مع اتحاد كتاب وأدباء الإمارات؛ عقد جلسة للتباحث في التوصيات والمقترحات، وقد خرج بمجموعة من التوصيات منها:
ـ استمرار التواصل بين مبدعي البلدين الشقيقين من خلال إعطاء الملتقى صفة الديمومة والاستمرار، وإقامته على نحو دوري كل سنتين مرة، على أن تكون الدورة القادمة في الشارقة.
ـ توثيق أعمال الملتقى، وطباعتها في كتاب من نسختين إماراتية ومغربية.
ـ إشراك النقاد والكتاب المغاربة في أنشطة نادي النقد التابع لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات لإلقاء الضوء على الأدب والإبداع الإماراتيين وفق تخطيط وتنسيق مشتركين بين الطرفين.
ـ توجيه رسالة شكر وتقدير إلى اتحاد كتاب وأدباء الإمارات وعلى رأسه الشاعر الكبير حبيب الصايغ رئيس مجلس الإدارة لما أبداه من اهتمام بالملتقى منذ كان فكرةً إلى أن تحقق واقعاً، والتأكيد على أخوية العلاقات بين أدباء ومبدعي البلدين الشقيقين الإمارات والمغرب.

وكانت قد انعقدت قبل جلسة التوصيات جلسات بحثية وأمسيات قصصية وحفلات موسيقية وفق جدول أعمال الملتقى، وذلك بحضور أعضاء وفد اتحاد كتاب وأدباء الإمارات المكون منالناقدين عبد الفتاح صبري، ود. صالح هويدي، والقاصين والروائيين محسن سليمان، وعائشة عبدالله، وفتحية النمر، ولولوة المنصوري، ومريم الساعدي، وآمنة الشامسي، وفادية إبراهيم، وسناء مدحت إدارية..
ففي الجلسة البحثية الأولى صباح السبت 5/4/2014 قدمت د. زهور كرام ورقة بعنوان (السرد باعتباره حالة ثقافية)، وقالت فيها: إنه، وإن كان السرد الإماراتي هو محور الاشتغال, فنحن نؤسس لنوع من الحوارية بين الإبداع الإماراتي والمغربي. ونوهت في ورقتها إلى ملاحظات عدة منها: أن الكاتبة الإماراتية أسست التأسيس في كتابة السرد من خلال تجارب المخاض، وهيمنة الرؤية الواقعية للسرد الإماراتي, وأن الاهتمام كان منصباً على الحكاية أكثر من الخطاب، وهيمنة الفضاء النصي، وأن القصة تأتي بالنفس الروائي.
جلسة بحثية مسائية:
ثم انعقدت مساء جلسة أخرى أدارها الناقد المغربي د. عبد الطيف محفوظ، حيث قرأ د. محمد بو عزة من المغرب ورقة بعنوان (انتهاك النسق في رواية "السقوط إلى أعلى" للروائية الإماراتية فتحية النمر)، وقال فيها إن السرد الروائي عندما يطرح من وعي نسوى يكون ذا بعد إنساني ونسائي لكنه يستساغ بجمالية جديدة هي جمالية الاستعمال وتلاحم السرد, في هذا الإطار يمكن أن نقرأ الرواية إذ هي مكتوبة بوعي نسوي.
تلاه د. عبد اللطيف الزكري الذي قدم ورقة بعنوان (الذات والحياة في "نوارس تشي غيفارا" للقاصة الإماراتية مريم الساعدي)، حيث لاحظ أن كل قصص المجموعة هي تعبير عن الذات في الحياة، وأن جل القصص هي ذات محبة أو ذات ترغب في الحب. هذه الذات هي في العمق ذات إنسانية واحدة، والحق أنها وفية لذاتها، وأحياناً تنتحي الذات فرديتها للتحدث عن الذات الواحدة. ولا تتحقق الذات إلا عن علاقتها بالواقع.
وقرأت أيضاً د. سعاد مسكين ورقة بعنوان (التخييل وبناء الدلالة في قصص خلف الستائر المعلقة للقاص الإماراتي محسن سليمان)، وذكرت فيها أن مظاهر التخييل في المجموعة تتجلى من خلال أنماط هي: التخييل تجريب مغاير لنمط الواقع, محاورة المرأة وتخليصها من هذا السياج الذي يحتجزها. ثم النمط الإسهامي وهي تفصح عن نفسها.
وانتهت الجلسة بورقة قدمها د. عبد الرحمن تمارة بعنوان (السرد الاسترجاعي, الثقل التاريخي واغتراب الذات" حول رواية آخر نساء طنجة للرواية الإماراتية لولوة المنصوري. وجاء فيها أن إظهار اغتراب الذات المنصرم الذي انعكست عليه الذات الفكرية في حاضرها, انبنت على مرجعية تاريخية اجتماعية تجد أساسها في لحظة تستعيد مسارها التاريخي. وختمت الورقة بالقول: تتميز هذه الرواية بالشاعرية التي تخلخل النمط الخطي للسرد.
قراءات قصصية:
اعقبت الجلسة البحثية أمسية قصصية قرأ فيها كل من فتحية النمر (سأكون ساحرة)، ومحسن سليمان (خلاف الستائر المعلقة)، ومريم الساعدي (نوارس تشي غيفارا)، وفادية إبراهيم (رجل مجنون).
حفل موسيقي:
واختتمت فعاليات اليوم الأول بحفل موسيقي أحيته فرقة الحضرة التطوانية، وفرقة الطرب الأندلسي التابعة للمعهد الموسيقي بتطوان.
جلسة بحثية أخيرة:
وواصل الملتقى فعالياته الأحد صباحاً بجلسة بحثية شارك فيها كل من د. سعيدة التاقي (تسريد الحكاية في "طوي بخيتة" لمريم الغفلي)، وعماد الورداني (التمثيل السردي للذكورة والأنوثة في مجموعة "اعتراف، اعتراض، رجل" لعائشة عبد الله)، وعبد العزيز الراشدي (اقتصاد الفضاء في مجموعة "الرحلة رقم 8" لريا البوسعيدي)، ويوسف الفهري (الخصائص السردية في مجموعة "رجل مجنون... هل فعلاً أحبه؟" لفادية إبراهيم)، ومحمد العناز (سردية الماء في مجموعة "تأمل في شتاء جميل" لآمنة الشامسي).
عبدالواحد محمد 
كاتب وروائي وصحفي عربي 
abdelwahedmohand@yahoo.com


CONVERSATION

0 comments: