قاطرةُ القلبِ المعطوبِ/ د. عدنان الظاهر

           
سَفَرٌ يضربُ أوتارَ الدربِ المعبورِ 
يتشعبُّ قُضبانا 
الدنيا سَفَرٌ
أمشي فيها الساحلَ نهراً ـ بحْراً ـ رملا 
التيهُ يُخطّطُ ألواحَ كتابٍ محفوظِ
يتساقطُ ماءً في جردلِ دوراتِ مرايا الناعورِ
يبحثُ عن أرضٍ في أرضٍ أخرى
يتخلّى عنّا فيها
الصفُّ الأولُ بعدَ الآتي ترتيبا
ما دامَ اللونُ غريبا
يتقاسمُنا أفخاذا  
تحتارُ نوايانا فينا
تتركنا في بردِ الربع الخالي أشتاتا 
نتساقطُ حبّاتٍ من رملِ
نجمعها كفّاً كفّا
في كأسٍ أسودَ مقلوبِ ...
الشارةُ صُفّارةُ إنذارٍ حمراءُ
( خففْ وزنكِ يا هذا )
سأخففُ أثقالَ الدنيا 
أرتادُ الباراتِ السفلى
أبحث عن خمرٍ أدمنَ في كأسٍ شعرا 
عن نادلةٍ في نادٍ للصيدِ ... 
( ذكرى الخامس من حزيران 1972 )
أصداءٌ تتعالى
في سكّةِ فولاذٍ أصواتا
الطورُ الهابطُ زنجيلُ محطّاتِ صفيرِ قطارِ
ينفثُ من جمرةِ فحمةِ نارِ الصدرِ دُخْانا
حَجَرٌ في الفحمِ ونارُ
رئةٌ تتنفّسُ فحماً مصهوراً سيّالا 
الصدرُ صهيلُ حصانِ الجُرحِ المذبوحِ
 يسألُ كيفَ تهاوتْ وانهارتْ قُضبانُ
هل مرّتْ قافلةٌ عطشى 
أنّتْ قاطرةُ الدولابِ ؟
عَجَلاتُ الفولاذِ تُحرّكُ أضلاعَ كسورِ الجسَدِ المُنهدِّ
دارٌ وسقوفٌ ذرّتها أرياحُ نواحِ الأنواءِ الغُبْرِ
يتآكلُ في الحائطِ منها صَدَاُ المِسمارِ
إنْ طافَ الطائفُ أو خفّضَ رأسا
الدنيا عَجَلاتٌ من قارٍ دوّارِ 
شاءتْ أو ضلّتْ قُضبانُ الدولابِ
بين النورِ وخطِّ النارِ
عَرَباتٌ تسحبها خيلٌ سودُ
ما دامَ الفأسُ بأمِّ الرأسِ
يُبحِرُ في يمِّ البحرِ 
 لا يعرفُ للُجّةِ في الموجةِ تحديداً لوناً   

CONVERSATION

0 comments: