جوزيف أبو فاضل: لا حرب في لبنان بل أزمات محدودة لا أكثر

أعلن الكاتب والمحلّل السياسي المحامي جوزيف أبو فاضل أنّ الاشكال الحاصل بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس تكتل "التغيير والاصلاح" في طريقه إلى الحل، متوقعا في الوقت نفسه نشوب عدد من الخلافات بين أفرقاء "8 آذار" قبيل الانتخابات النيابية المقبلة.
وفي حديث إلى برنامج "الحدث الإخباري" عبر تلفزيون الـ"NBN" أداره الإعلامي عباس ضاهر، نفى نيته خوض الانتخابات النيابية المقبلة، وأعرب عن اعتقاده بأنّ قانون الانتخاب سيبقى كما هو، داعيا لترقب ما إذا كان التحالف المحتمل بين رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون أو النائب ميشال المر سيكون موضعيا في المتن أم أنه سينعكس على صعيد كل لبنان.
وفيما رأى أبو فاضل أنّ المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد المقدسي وضع الاصبع على الجرح خصوصًا في ما يتعلق بمجزرة التريمسة، أشار إلى أنّ الحرب الأهلية واقعة حتما في سوريا في حال ذهاب الرئيس السوري بشار الأسد من سدة الحكم. واستبعد حصول أي حرب في لبنان في المدى المنظور، مشيرا إلى أنّ ما سيحصل لن يتعدى الأزمات المحدودة.
الكورة عاصمة الأرثوذكس
أبو فاضل علّق على الانتخابات النيابية الفرعية في الكورة، فلفت إلى أنّ الكورة على الصعيد المسيحي هي عاصمة الأرثوذكس وهي الوحيدة التي يمثلها ثلاثة نواب أرثوذكس، وأشار إلى أن هذه الانتخابات فرضت بوفاة النائب فريد حبيب خصوصا بعد ترشيح "القوات اللبنانية" و"14 آذار" لشخص فادي كرم وهو ابن بلدة أميون التي تعتبر مركز الكورة على الصعيد المعنوي والمحلي للقوميين ما أدى لترشيح "الحزب السوري القومي الاجتماعي" لوليد العازار. ونفى وجود حماوة انتخابية، فلفت إلى أنّ "القومي" يعتبر أنّ المنطقة منطقته و"القوات اللبنانية" تعتبر أنّ المقعد يجب أن يكون لها إذ إنه كان يعود للنائب "القواتي" الراحل فريد حبيب، ورأى أن فريق "14 آذار" نزل إلى المعركة بكلّ ثقله.
ورأى أبو فاضل أنّ معركة الكورة مثلها مثل أي معركة فرعية لأنّ لا مجال للشطب فيها، وأكّد أنّ الكورة منقسمة ومن سينتخب إما ينتخب  مرشح "القومي" أو مرشح "القوات"، أي بمعنى آخر "إما أسود أو أبيض" ولا خيار في الوضع. وأعرب عن اعتقاده بأنّ الحزب "القومي" وُضِع أمام استحقاق فهو إذا لم يشارك سيُتّهم بالهرب، وإذا شارك ولم ينجح يجب أن يحصل على أصوات جيدة، ولفت إلى أهمية الأصوات السنّيّة، ملاحظًا أن منسّق تيار "المستقبل" أحمد الحريري متواجد في الكورة منذ أسبوع.
هل تحصل بلبلة بين التيار والقومي؟
ورأى أبو فاضل أنّ الكورة تنتخب نفسها، لكنه نفى وجود الحماس نفسه لدى مختلف الأفرقاء. وإذ لفت إلى أن العملية مفرَزة، اعتبر أنّ الكوراني يعرف ماذا يريد ومن يمثله خصوصا أن المرشحين الرئيسيين على الصعيد الشخصي يتمتعان بأخلاق عالية، مشيرا في الوقت عينه إلى أن المرشح جون مفرج يأخذ أصواتا من درب مرشح "القوات" فادي كرم، خصوصا أنه محسوب على حزب "الكتائب" وبالتالي ينتمي إلى "14 آذار". وقال: "أنا شخصيا أتمنى النجاح للمرشح الدكتور وليد العازار". وأضاف أنه لا يعرف إذا كان لقاء النعص – بكفيا الذي جمع عددا من النواب من "الوطني الحر" و"الكتائب" و"القوات" يمكنه أن يؤثر سلبا على العازار.
وسخر من كلام قوى "14 آذار" عن أن فوز مرشح "القوات اللبنانية" فادي كرم سيشكّل "انتصارا" على الرئيس السوري بشار الأسد. وأعرب عن اعتقاده بحصول بلبلة بين "التيار الوطني الحر" و"الحزب السوري القومي الاجتماعي" أدت لاعلان رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" موقفا داعما للعازار قبل 48 ساعة من الاستحقاق، لكنه أشار إلى أنّ "التيار" لا يعتبر المعركة معركته. وأعرب عن خشيته من حصول إشكال بين "القومي" و"الوطني الحر" في حال لم تأت النتيجة جيدة لمرشح "القومي".
التحالفات الحالية ستهتزّ
من جهة أخرى، تحدّث أبو فاضل عن مشاكل كثيرة ستحصل بين أفرقاء "8 آذار" قبيل الانتخابات النيابية، وإن لفت إلى أنّ الاشكال الحاصل بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس تكتل "التغيير والاصلاح" في طريقه إلى الحل، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه شخصيا مع تثبيت جميع المياومين لأنه مع الفقراء في المبدأ، "وإذا كانوا بحاجة لـ1000 مسيحي فليأتوا بـ1000 مسيحي ويثبّتوا الجميع"، ملاحظا أن المياومين يخطئون أيضا وعليهم أن يهدئوا الوضع قليلا.
وأعرب عن اعتقاده بأنّ التحالفات الحالية ستهتزّ وهو ما صرّح به العماد عون نفسه حين ألمح إلى تحالف محتمل مع "الكتائب" والنائب ميشال المر، داعيا لترقب ما إذا كان هذا التحالف موضعيا في المتن أو على صعيد كل لبنان. وأكد أنه يؤيد اللقاءات التي تحصل إذا كان الهدف منها جمع المسيحيين. واستبعد أن تؤدي هذه اللقاءات إلى تفاهم على الانتخابات الرئاسية المقبلة، وأعرب عن خشيته أن يكون المستهدف ميشال عون لجره لترك تحالفه مع المقاومة، مؤكدا دعمه لسلاح المقاومة الذي رفع راس اللبنانيين والعرب.
قانون الانتخاب سيبقى كما هو
وفيما جدّد القول أنه مع العماد ميشال عون شخصيا وكذلك الوزير سليمان فرنجية والتحالف الشيعي الممثل بالرئيس نبيه بري والسيد حسن نصرالله وكذلك مع الوزير الياس سكاف في زحلة، تمنى حصول اتفاق بين عون وسكاف، وقال: "لا نريد أن يستمر الخلاف بين عون وبري لأن ذلك يؤثر في النفوس، وهذا الموضوع يجب أن يلملَم، وأنا لا أهاجم أحدا وعون يعرف جيدا كيف أنظر إليه كأب، ولا أحد يعرف قيمة نبيه بري أو ميشال عون إلا إذا خسرناهما لا سمح الله".
وإذ أكد أنه مع النسبية للبنان كله دائرة واحدة، أعرب عن اعتقاده بأن قانون الانتخاب سيبقى كما هو اليوم. وأشار إلى أنه لا يحبذ الفدرالية، معلنا رفضه لسياسة التقوقع. وأشار إلى أن الثقل الأكبر في الكورة لـ"القوات" وبعدهم "القومي"، متحدثا عن دور وازن أيضا لتيار "المردة"، لافتا إلى أنّ "التيار الوطني الحر" موجود بقوة لكن ليس مثل "القومي" و"القوات". وأشار إلى أن هذا السبب هو الذي جعل "14 آذار" تترك "القوات" تختار المرشح، وكذلك فعلت "8 آذار" مع "القومي".
ونفى أبو فاضل نيته خوض الانتخابات النيابية المقبلة في المتن، مشيرا إلى أن طموحه ليس كذلك كما أنّ الترشح يتطلب إمكانيات كبيرة. وقال: "أطمح إلى مراكز أخرى بالتأكيد، ولكنني لا أركض وراءها".
المطلوب تخريب سوريا
وفي الملف السوري، رأى أبو فاضل أنّ المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد المقدسي وضع الاصبع على الجرح خصوصًا في ما يتعلق بمجزرة التريمسة التي تشكّل الحدث الآن، لافتا إلى أن من شأن الثورة المسلحة خلق مجازر من أجل إحداث ضجة تحت ذريعة إنسانية. واعتبر أنّ لا مصلحة للجيش السوري أو للنظام بالمجازر، مشدّدا على أنّ المجازر تؤذي نظام الرئيس بشار الأسد وتجعل الشعب يخاف وحتى يطالب بقوات أجنبية لحمايته. وخلص إلى أنّ الثوار والمجموعات المسلحة هم من يرتكبون المجازر. وقال: "إذا كان هناك ربيع عربي أو ما يسمى بالعهر العربي، فإنّ ما يحصل في سوريا هو ثورة مسلحة عقائدية حينا وإصلاحية حينا آخر وإنسانية بين الاثنين، في حين أن المطلوب هو تخريب سوريا لأن لا ضمانة أن يستطيع أحد ضبط الوضع في حال خلع الرئيس السوري بشار الأسد".
وحذر من أنّ الحرب الأهلية ستقع حتما في حال ذهاب الرئيس الأسد عن سدة الحكم، متأسف لكون "الثوار" يستعينون بعضلات غيرهم لتحقيق مآربهم، في إشارة إلى "عضلات" الأميركيين. وأوضح أنّ وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون لا تنام الليل وهي تفكر بحمص وحماه، لكنه لفت إلى أنّ أميركا لا تتدخل مباشرة، وقال: "هم لا يتدخلون، بل سيجعلون دولا إسلامية تضرب سوريا عسكريا لكنهم لا يعرفون ماذا تملك سوريا من قوة دفاعية فسوريا تملك قوة هائلة". وأضاف: "هذه الضربة ستفشل، وعندها سيجلسون على طاولة المفاوضات مع الرئيس الأسد، وكلّ همهم جرّ النظام السوري إلى صلح مع إسرائيل".
ضعفاء النفوس..
وتعليقا على انشقاق السفير السوري في العراق نواف الفارس، لفت أبو فاضل إلى أنّ الأخير تنقل بين عدة مناصب وكان يأمل أن يتمّ تعيينه وزيرا للداخلية أو رئيسا للحكومة وقد أتى منذ نحو شهر إلى سوريا وأثار هذا الموضوع، لكن عندما تعيّن الدكتور رياض حجاب رئيسا للحكومة وهو مثل الفارس من دير الزور، أدرك أنه لا يمكن تعيين اثنين من نفس المنطقة". وسأل: "أين يعمل أبناء نواف الفارس؟". وأدرف قائلاً: "هم يعملون في المملكة العربية السعودية، واليوم هبّت به روح المروءة وأدرك أن النظام ليس صالحا". وأكد أبو فاضل أنّ الثورة مسلّحة، متسائلا كيف استفاق فجأة بعد سنة ونصف على بدئها ليقف في صفها، ملمحا إلى أن انشقاقه مرتبط بإغراءات مادية حصل عليها، معتبرا أن ضعفاء النفوس هم من يقعون في هذا الفخ.
ونفى أبو فاضل وضع ما يحكى عن انشقاق العميد مناف طلاس في الخانة نفسها، رافضا التعليق على هذا الموضوع باعتبار أنّ العميد طلاس كما والده العماد مصطفى طلاس لم يخرجا بأي موقف واضح عبر الإعلام حتى اليوم. وقال: "لا يمكننا التعليق على الكلام الذي يصدر يمينا وشمالا، وكل ما سمعناه كلام لشقيقه فراس طلاس قال فيه أنه لا يوجد حل إلا مع الرئيس الأسد". واعتبر أنّ كلامه هذا ينسجم مع الموقف الروسي والصيني القائل بأن لا حل دون الرئيس الأسد.
لا دولة تقبل أن تستباح
وتحدث أبو فاضل عن "وقاحة" من الدول العربية ولا سيما جامعة الدول العربية تجاه سوريا، مذكّرا بأنّ هذه "الوقاحة" بدأت بتجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية وكأن هناك جامعة عربية دون سوريا. ولفت أيضا إلى المواقف اليومية التي تصدر ضدّ سوريا عن الحكومات العربية ومجلس التعاون الخليجي.
ورأى أن سوريا تشهد ثورة مسلحة أي حربا، وقال: "إذا كانت هذه الحرب تحصل في أميركا مثلا، لكان الجيش الأميركي قتل جميع المسلحين ولا أحد يفتح فمه، ولا دولة تقبل أن تكون الحدود مفتوحة بالسلاح والمال ولا دولة تقبل على نفسها أن تستباح كما تستباح سوريا". وحذر من أن المخطط كبير وأن العاصفة كبيرة لتدمير سوريا وتقسيمها لعدة دويلات متناقضة خدمة للجندي القابع في الجولان يتفرّج على سوريا وريف دمشق كيف يحترق، وهذه الأمور لن تردّ فلسطين".
موقف البطريرك الراعي صحيح وكلنا تحت عباءته
وهاجم أبو فاضل المعارض السوري ميشال كيلو الذي أسماه بـ"ميشال طن"، مؤكدا أن لا حق له بمهاجمة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، وقال: "في عز الخلاف بين البطريرك نصرالله صفير والسوريين، لم نسمع يوما تصريحا من أي مسؤول سوري ضد البطريرك صفير ولو سمعنا لما كنا قبلنا بذلك". ودعا كيلو للكف عن التعرض للبطريرك الراعي، وقال: "ممنوع عليه أن يمس بالبطريرك الراعي، ولا حق له بأن يعلّمنا ماذا نفعل". واستغرب تطاوله أيضاً على المعاون البطريركي للروم الارثوذوكس في سوريا المطران لوقا الخوري، مؤكدا أنه يؤيد أي مطران أو بطريرك يؤمن بالانفتاح والعروبة ويرفض الهجوم والتطاول عليه. وقال: "لا حق لميشال كيلو أن يتسلى يوميا بالهجوم علينا، وقد سكتنا عليه كثيرا، وممنوع أن يمس بالبطريرك الراعي أو أي شخصية مسيحية". وأضاف: "هو مسؤول عن كل شيء يحصل، وهناك تداعيات لهجومه هذا". ولوّح برفع دعوى ضده إذا استمرّ بهذه السياسة، وأشار إلى أنه لن يقدّم وحده هذه الدعوى بل هناك كثر يؤازرونه في ذلك.
وتعليقا على قول البعض أن البطريرك الراعي بدأ "يصحّح" موقفه، قال أبو فاضل: "بالعكس، موقف البطريرك أساسا صحيح ولا يزال كذلك، وكلنا تحت عباءة البطريرك ولا أحد يستطيع أن يزايد في هذا الموضوع". وأشار إلى أن البطريرك الراعي يضع النقاط على الحروف ويتابع كل القضايا التي تعني المسيحيين وغير المسيحيين. ورأى أن انفتاح البعض هو ما أزعج البعض ممّن يعتبرون البطريركية ملكهم.
لا حرب في لبنان
وعما إذا كان لبنان مقبلا على حرب انطلاقا من الشمال، أشار أبو فاضل إلى أنّ الجيش السوري الحر موجود في الشمال وهذا أمر معروف، وسأل: "هل يتحمل لبنان إخوة فلسطينيين جدد تُفتح لهم المخيّمات؟". وأكد عدم جواز إنشاء مخيّمات، ولفت إلى أنّ الرئيس سعد الحريري يملك المال وكذلك الرئيس فؤاد السنيورة وغيرهما، ودعاهم لمساعدة النازحين السوريين إذا كانوا مصرّين على ذلك.
وأكد أن الدولة لا يمكن أن تنأى بنفسها عن هذا الموضوع، وجدّد القول أنه مع النظام في سوريا، ودعا لاحترام الاتفاقيات الموقعة بين لبنان وسوريا، مشدّدا على وجوب الالتزام بهذه الاتفاقيات على أتم وجه. وجزم أنه لن تحصل حرب في لبنان لا أهلية ولا غير أهلية، متحدثا عن أزمات محدودة ستستمر حتى يستقر الوضع في سوريا.
ورأى أن الرئيس السوري بشار الأسد لن يفاوض الجيش السوري الحر مهما كانت الظروف، ولفت إلى أنّ مجلس الأمن منقسم إلى قسمَين، متحدثا عن جو في المنطقة غير ممسوك لا أميركيا ولا روسيا. وقال: "ما يحصل في المنطقة هو اتجاه نحو الإسلام السياسي، وأنا لا أرضى بذلك لأنه يعني أنّ المنطقة تتّجه نحو الانعزال، ولا أرى أن الأمور تسير وفق التوقيت الأميركي". وأضاف: "طالما أن سوريا مشتعلة، ستبقى منطقة القطيف مشتعلة، وكذلك البحرين".

CONVERSATION

0 comments: