
إن حل الأزمة السورية ما زال عجراً وكافة مشاريع الحلول ما زالت سراباً وأكثرها سراباً وبعداً عن إمكانية التحقق، هو ذاك الذي يصاغ على شاكلة اتفاق الطائف اللبناني لأسباب كثيرة منها :
١- عدم إمكانية اشراك الكثير من القوى الموجودة على الأرض كداعش والنصرة في أي حلول مستقبلية للأزمة، لأن تركيبتها البنيوية تقوم على رفض أي شكل من أشكال الديمقراطية، وتكفير من يخالفها الرأي وتبرر لنفسها تصفيته، حتى إنها تكفر بعضها بعضاً، إضافة الى أن هذه التنظيمات هي تنظيمات ظرفية أوجدتها استخبارات دولية لتحقق من خلالها أهدافاً استراتيجية بقصد إعادة المنطقة إلى القرون الوسطى وهو الهدف الذي حدده جورج بوش الأب بعد غزو الكويت، حيث أطلق عبارته الشهيرة << سنعيد العراق الى القرون الوسطى >>.
٢- إن ما تسمى قوى المعارضة الممثلة بما يسمى الائتلاف لا تعدو كونها ممثلة لقوى إقليمية ودولية فاعلة في الحرب التي تشن على الدولة السورية، وهذه المعارضة لا تملك تجربة الحكم وليس لها فعل على الأرض، وقد استهلكها صانعوها وقاموا برميها وتهميشها، ولم تعد تصلح حتى كشماعة بعد أن انكشفت عورتها.
٣- إن ما يتم إطلاق تسمية قوى المعارضة الوطنية عليهم، لم يتمكنوا من تأمين حواضن شعبية لهم ولا زالت أفكارهم ضحلة وهم يسعون ليأخذوا حصة من السلطة، والبارز منهم على الساحة مرتبط بأجندات خارجية وإن كان بعضها من أصدقاء سورية، ويقف إلى جانب شعبها وحكومتها.
٤- الأهم من كل ما سبق هو أن الدول المسيطرة على النظام الدولي لا زالت تسعى لهدفها لتحويل سورية لدولة فاشلة، وفي نفس الوقت تسعى لاستكمال نهب الثروة البشرية السورية، وإخراج سورية من دائرة الفعل الإقليمي، ولا زالت مصالح هذه الدول في المنطقة متضاربة وغير متوافقة، وهي غير معنية بإنهاء عذابات الانسان السوري.
أمام هذا الواقع المرير لم يعد هناك حل جذري للمشكلة في المدى المنظور، ولا بد من إنجاز مشروع مرحلي على طريق الحل الجذري، مشروع يتمحور على إخراج التنظيمات التكفيرية المارقة من معادلة الصراع الدائرة من خلال توحيد الجهود لمحاربتها فكرياً وعسكرياً وسياسياً، والتوجه لتحصين المجتمع لمقاومة شرورها والقضاء على أذنابها.
0 comments:
إرسال تعليق