مرحباً بأيقونة النضال جميلة بوحيرد/ شاكر فريد حسن

من المقرر ان تزور المناضلة والثائرة الجزائرية العريقة جميلة بوحيرد ، في الثامن من آذار الجاري ، قطاع غزة ، على رأس وفد نسائي عربي وأجنبي ،  للاحتفال بعيد المرأة العالمي ، ولدعم النضال الوطني الفلسطيني التحرري ، ولأجل رفع الحصار الاحتلالي الخانق عن غزة هاشم .

ولا شك أن هذه الزيارة التضامنية هي زيارة تاريخية هامة ولها أبعاد ودلالات سياسية عميقة ، وخاصة أن التي ستطأ أقدامها أرض الوطن وتراب فلسطين هي أيقونة النضال والكفاح الجزائرية جميلة بوحيرد ، التي حققت ونالت شهرة واسعة ، واستحوذت على اهتمام الشعراء العرب الفلسطينيين في حينه ، حيث كانت الجماهير العربية على طول وامتداد الوطن العربي ترى فيها رمزاً لثورة الجزائر ولنضال وتضحيات الشعب الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي ، منتصف القرن الماضي ، عندما كان للنضال معنى ، وكان الثائر يدفع ثمن مواقفه وانتمائه ، اعتقالاً أو نفياً خارج الوطن أو استشهاداً على أرض المعركة في الخنادق تحت البنادق  ، وليس كنضال اليوم ، نضال المكاتب المكيفة .

ولا ننسى قصائد شاعر الوطن والمأساة الفلسطينية الراحل راشد حسين ، الذي أطلق على جميلة لقب " لبوة الأوراس" ، وشبهها بخولة بنت الأزور ، كأنها بعثت في الأرض حية . وأمام هذه البطلة الأسطورة والمناضلة المقاتلة ، المنافحة ضد القهر والظلم والاضطهاد تجيش نفس راشد بروح  الثورة والكفاح ، فيتمنى أن يكون ثائراً مع الثوار ، وغرسة زيتون على أرض الجزائر . ويرنو إليها كنموذج لكفاح المرأة ودورها في حياة الوطن ، السياسية والاجتماعية والنضالية ، فيقول في قصيدته "إلى جميلة" :
عصًبي بالمجد يا أختاه تاريخ الجزائر 
وأقيمي جلوة التحرير في أرض البشائر
 إن عرس الدم مستلق على معصم ثائر 

جميلة بوحيرد امرأة عظيمة من مناضلات الزمن الغابر ، تجرعت آلام السجون والزنازين ، واكتوت بنيران الظلم والقهر والمعاناة القاسية ، تصدت بجسدها وصدرها لقوى الاحتلال والاستعمار الفرنسي ، وتحولت إلى رمز للمقاومة والبطولة والتضحية ، وهي من الرموز النسائية العربية اللواتي لعبن دوراً هاماً في مسيرة كفاح شعوبهن لأجل الحرية والانعتاق، وفي سبيل الغد المشرق والمستقبل الباسم السعيد . 
إننا نرحب بزيارة جميلة بوحيرد والوفد النسائي لغزة ، ونقول لها وللوفد أهلاً وسهلاً ومرحباً  في أرض فلسطين ، التي لا تزال تخضع للاحتلال وتحلم بالتحرير والاستقلال . وستظل جميلة اسماً خالداً في أذهاننا ، وإن عاشت بعيدة عن الأضواء والأنظار ، وسيبقى اسمها محفوراً ومنقوشاً على صفحات التاريخ وفي أعماق ذاكرة شعب الجزائر والشعوب العربية المناضلة في سبيل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والسلم الأهلي ، كواحدة من أبطال المقاومة وكملهمة للمقاتلين المناضلين ضد الاستعمار والاحتلال .

عاشت جميلة بوحيرد ، عنواناً للصمود والعزة والنضال ، وعاشت الجزائر بلد المليون ونصف شهيد منارة للثوار وملاذاً للأحرار .

CONVERSATION

0 comments: